رابط استماع وَ تحميل الدّرس الأوّل :
MP3
MP3
الشيخ: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين , و أصلّي و أسلّم على عبده و رسوله و خيرته من خلقهِ نبيّنا محمد و خاتمِ الأنبياء و المرسلين صلّى الله عليه و على آله و أصحابه و أتباعه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين , فيسرّنا أن ننطلقَ هذه الأيام نحن و إخواننا انطلاقة خير ان شاء الله هذه الدّورة التي اعتدنا فيها الإلتقاء بكم معشر الأبناء , معشر الإخوان , و نسأل الله سبحانه و تعالى أن يبارك لنا في الوقت و العمر و العمل , و إنّ الدّرس هذه المرّة في فنٍ مُهمٍ للغايَة , ذلكم الدّرس الذي تعلمونه جميعًا ألاَ و هو متنُ الورقات لأبي المعالي الجُويّني إمام الحرمين , و الفنّ هو أصول الفقه ...
إذن هكذا نتِم على ذلك بإذن الله تبارك و تعالى , و نسأله جلّ و علا أن يعيننا و إيّاكم , فما دام الأمر كذلك فإنّنا لا ندخُلُ في الكتاب و لكن نتكلّم بمقدّمات في هذا الفنّ مهمّة لطالب العلم لاسيما قَد كثُرَ الكلام في هذا الفن ما بينَ طاعنٍ عليه طعنًا كلّيًا و منفّرٍ عنهُ و مزهّدٍ فيهٍ , و ما بين غالٍ فيهِ غلوًا زائدًا بعُجرِهِ و بُجرِهِ , بما حمَلَ هذا الفن , بما حملهُ من كلامٍ و بدعٍ جاءت و دخلت عليهِ و إن لم تكن مِن قبلُ حينَ قيامهِ موجودةً , و لا شك أنّ هذا و هذا ذميم , بل إنّ الذّامِي قالَ أنا أستطيع أن أُفتِيَ مِنَ القواعِد و لا أذكُرُ و لا دليل مِن غيرِ حاجةٍ للرجوع الى دليل , و هذا و اللهِ مجاوزة الحد , فإنّ علمَ الأصول انّما جاء ليبيّن طرائق الاستدلال بهذه الأدلّة لا ليُلغِيَهَا , فالشاهد الانسان ينبغي له ألاّ يغلوا و الاّ يجفوا لأنّ الحق دائما بين هذا و هذا , فلا تغلوا في شيئ من الأمر و اقتصر ... كلا طرفي قصدِ الأمور ذميمُ , فالغلو مشكل و التّفريط و الجفا مشكل , و الحق دائما وسط بين الغالي و الجافي , فنقول: إنّ علمَ أصولِ الفقه علمٌ جليل القدر عظيم الفائدة غزير الفائدة , فائدته جمّة , يتمكّن بهِ العالم من اكتساب القدرة على الاستنباط للأحكام الشّرعية , منَ النصوص الواردة في الوحيين كتابا و سنّةً , و لا نقول هذا فقط , لا , لابدّ من تكملة يتمكّن بهِ الانسان من الاستنباط الصحيح المبنِي على أسس سليمة و قواعد صحيح , إذ بدونِ معرفة هذه القواعد يضعفُ المرء في معرفة الأحكام و استنباطها و قد كانَ أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم عربًا خثلّص أقحاح يسمعون الخطاب و يفهمونهُ , عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فعايشوا التّنزيل و فهموا هذا الكلام الموجّه إليهم من رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما أشكَل عليهم سألوه عليه الصلاة و السلام فيه , لكن بعدَ أن إلتحقَ النبي صلى الله عليه و سلم بالرفيق الأعلى و انقرض عصر الصحابة و التابعين و جلّ الاتباع و اتّسعت رقعة الاسلام و امتدّت فتوحات الاسلام و دخل في الاسلام من ليس من العرب و هم كثر , و ضعُف العلم باللغة العربية , إحتاج العلماء الى أن يبيّنوا هذه الأسس التي يُستنبَط بها الأحكام الشرعية من أدلّتها التفصيلية , فكانَ أوّل من وضعَ علم هذا أو أسس هذا العلم , كما سيأتي ان شاء الله تعالى الامام الشافعي رحمه الله تعالى في كتابه الشهير الرسالة , و استمرّ بعد ذلك العلماء من بعده يُصنّفونَ في هذا الفن و لكن البليّة العظيمة أنّ مؤسّس هذا الفن و واضع أصوله إمامٌ عَلَمٌ من ائمّة السنّة و إن تعجَب فاسمع حكمهُ في أهل الكلام حينما قال: حكمي في أهل الكلام أن يُضربوا بالجريد و النّعال و يطافُ بهم بين النّاس و يُقال فيهم هذا جزاء من تركَ كتاب الله و أقبلَ على علم الكلام , هذا قول هذا الامام الذي أسّس هذا العلم و وضعَ أصوله مجموعا , اوّل من جمَع ثم بعد ذلك يَلحَق هذا العلم علم الكلام و لا حول و لا قوّة إلاّ بالله , فنقول: إنّ علم الأصول إختلط بمنهج المتكلّمين المبتدعين و دخلت كثيرٌ من أرائهم المبتدعة هذا الفَن فأثقلتهُ بل أدّت إلى طعن الطّاعنينَ فيه , فدخل علم المنطق اليوناني و هو الذي خبطَ عقائد المسلمين , دخل في هذا العلم علمُ المنطق سمّوهُ عِلمًا و إلاّ ليس بعلم , فهو كما قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى : لا يحتاج إليه الذّكي و لا يستفيد منهُ الغبي , الغبي غبي لو تصبه في ذهنهِ صبًا ما استفاد منه شيئا , و الذّكي لا يحتاج إليه , فالشاهد دخَلَ علم الكلام دخلَ المنطق الفاسد هذا العِلم , فأفسدَ عقيدة أهلِ الإسلام , فستجد هذا في الصفات و تجد هذا في مبحث الكلام و تجد هذا في مبحث أصل الوضع , اللغة في الإشتقاق , مَن أرادَ أن يقِف على ما نقول فيُطالِع أكثرَ كتبِ أهل الأصول المتكلّمين , لأنّ أهل الأصول على طريقتين: الطريقة الأولى و هي طريقة الجمهور, يُسمّونها طريقةُ من؟ طريقة المتكلّمين , و الطّريقة الثانية طريقة الحنفية و سيأتينا الكلام عليها إن شاء الله تعالى , فالشاهد مَن أراد أن يَقف على ما قُلنا فليُطالع أكثرَ كتب الأصول التي قامت على هذا الباب على باب علم الكلام و المنطق , بل لا يُتعب نفسه , لا يذهب بعيدا , فصاحبُ كتابنا هذا الذي سنشرحه ان شاء أو ما يُيسّرُ الله لنا منهُ و نشرحُهُ ان شاء الله على طريقة أهل السنّة و الجماعة التي لا إعوجاج فيها و لا شطط و لا زيف و لا دخَن , أقول مَن أراد فلا يذهب بعيدا , لينظُر الى مُؤلّفِ هذا المُؤلّف الذي نحنُ سنبدأ في كتاب من كتبه مختصر كتاب الورقات لينظُر الى كتابه البُرهان , أنظروا الى البرهان فإنّكم ترونَهُ إذا نظرتم إليه مليئًا بطريقةِ المتكلّمين , و آرائهم البدعية و ذلك بسبب أنّ هذا الرّجل على حدّةِ ذكائه و فرطهِ و شدّةِ ذكائه و وفور عقلهِ ما كان يدري الحديث , و هذه الكلمة ليست كلمتي , فارجوا الى السّير للحافظ الذّهبي فإنه قد تكلّم في هذه الكلمة و دلّلَ عليها من كلامِ الرجًل , كان لا يدري الحديث و لا يعرف إلاّ كلامَ المتكلّمين , إذ نشأ على ذلك , و كانَ أصلهُ في هذا أكثر ما يقرأ لأبي هاشم المعتزلي و أبي علي الجُبّائي و أمثالهم , مع عدمِ افتراقهِ لعلم الحديث و معرفتهِ لهُ , فلابد و أن يكونَ عندهُ هذا , نعَم ذكرَ شيخ الاسلام و غيرهُ عنه أنّهُ رجع بعدُ إلى مذهب السّلف كما في رسالتهِ النظامية و لكن حتّى الرّسالة النظامية قد قرأتُ فيها و إنّك لترَى أنّ رجوعهُ ليس رجوعًا كلّيًا , فيه شيئ من الإضطراب , فالشّاهد أقول لا تبعدوا كثيرا إقرؤوا لهذا الرّجل مع أنّه كان من الأذكياء , لكن العقل بمفرده معشر الاخوة و الابناء لا يكفي : إذا لم يكن عونٌ منَ الله... فاوّل من يقضي عليه إجتهاده , و ما أحسن ما قالَ الشّاعر: الشّرعُ أعظمُ مُرشدٍ في ظلمة الجهلِ البَهِيمَة , يعني شديدة السّواد , ليل بهيم يعني شديد السّواد لا نور فيه , الشّرعُ أعظمُ مرشدٍ في ظلمةٍ الجهل البهيمَة ... و العقل يتلوهُ و لو لاهُ لكنّا كالبهيمة , الدّاب , فاتبعهُما و لِمن لحَاكَ عليهما قل يا بهيمة , (الجزائري : هنا كلام غير واظح) ... فالشّاهِد العقل يأتي بعد النّقل , فهؤلاء أهل الكلام قدّموا العقول , قدّموا نحاثة الأفكار و زبالات الأذهان على وحي الرحيم الرحمن تبارك و تعالى , و سيّد ولد عدنان صلى الله عليه و سلم , فجاءت هذه التخبّطات و أيضًا ليُطالِع كتاب تلميذ الجوّيني و هو أبو حامد الغزالي فإنّهُ من أشهر تلاميذ الجويني أبي المعالي إمام الحرمين , يطالع كتاب إيش؟ المُستصفَى , فإنّهُ قَد اعترف بصريحِ العبارة أنّهُم قد أدخلوا هذا البلاء و هذا الوباء في أصول الفقه , و لكن اعتذر قال: قال إنّ الفطام عن المألوف شديد , لما؟ لأنّهم رضعوا هذا العلم الذي يسمّونهُ علمًا على حسب اجتهاد دعواهُم و هو علم الكلام , و إلاّ في الحقيقة ليس بالعلم هو و لكن تأثّروا به و شبعوا منهُ , تشبّعوا منه , حتى قيل في الغزالي : أبو حامد الغزالي دخلَ في جوفِ الفلسفة و أراد أن يخرجَ منها فما استطاع , فالشّاهد الغزالي نفسه في كتابه المستصفَى الذي يُعتبَر من أهمّ كتب الأصول عند علماء الاصول نفسهُ يعترف بإفساد هذا العلم بهذا البلَى "المنطق" علم الكلام , لكن يعتذر يقول: إنذهم قد ألفوا و رضعوا هذا و الفطام عن المألوف شديد , صعب التخلّص معناه منه , و لكن مع هذا و لله الحمد لا يزالُ الله جلّ و عز يغرسُ في هذا الدّين غرسَه , يستعملهم في طاعته , فقد جاء علماء السنّة و الحديث و حاولوا تنقية هذا العلم الأصيل النّافع من هذا الوباء الشّديد الدّاخل عليه , و من امثال هؤلاء المحقّقين شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فإنّهُ ممّن تكلّم في هذا الجانب كثيرا , و قد حاولَ بكلّ ما يستطيع قدر جُهدهِ أن يُصفّي هذا العلم الأصيل ممّا لحقه من هذا الوباء الدخيل و كذلك تلميذه ابن القيّم و آراؤهُ الأصولية معروفة و مناقشاتهُ لأهلِ الكلام من علماء الأصول معروفة , بل وَ دُوّنَ في بعضها رسائل , في الجامعات مستقلّة , ثم أيضا من تلاميذ هذا الامام الامام الفقيه الحافظ ابن مفلح رحمه الله تعالى , فلشيخ الاسلام ابن تيمية و آل تيمية المُسوّدة في علم أصول الفقه , إقرؤوا فيها فإنّها نافعة , و قد حقّقَت و لله الحمد تحقيقا علميًا في رسائل جامعية و موجودة الآن بالأسواق و استدرِكَ ما فيها مِن النقص في الطبعات السابقة و تقع في مجلّدين , مخدومة خدمة جميلة , ابن مفلح أيضا لهُ كتاب عظيم في علمِ الأصول و قَد طُبِعَ مؤخّرًا في خمسةٍ مجلّدات , أصول الفقه لابن مفلح رحمه الله تعالى , و قَد حاولَ في هذا الكتاب أن يَنصُرَ قولَ السّلف بكلّ ما يستطيع و يرُد على المخالفين من أهل الاهواء المتلّكمين , و يُزَيّف الزّائف , إذا أوردهُ يُزيّفهُ , فهذا الكتاب مفيد لطالب العلم في هذا الفن و كذلك من الكتب النّافعة "التّحبير" في شرح التّحرير , و كلا الكتابين الأصل الذي هو التّحرير , تحرير المنقول , و التّحبير الذي هو شرح التحرير كلاهما للمرداوي , علاء الدّين المرداوي حنبلي صاحب كتاب الإنصاف في معرفة الراجح و الخلاف في مذهب الحنابلة , و هذا قَد بيّن فيهِ رحمهُ الله تعالى أنّهُ لا يعرِضُ لآراء أهل البدع كالجهمية و أضرابهم و لا يُعوِّل عليها و لا يذكرها , و إذا ذكرَ شيئا من أقاويل أهل الكلام كالأشاعرة و نحوهم فإنّهُ يَكِرُّ عليهم عند مخالفتهم للحق و يهدمهُ و يُبيّن مذهب السلف في ذلك , و قد اعتمد في هذا على مدرسة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى , فهو كثيرا ما ينقُل عنه و يَنقُل أكثر عن إبن مفلح في كتابه السابق , فهذا الكتاب معشر الإخوة و الأبناء كتابٌ مفيدٌ جدًا لكُم , فقَد سار فيه المصنّف على طريقة الإمام أحمد رحمه الله تعالى كما أفصَحَ عن ذلك بمقدّمته , فهذا من الكتب النافعة التي تعينكم في هذا الفن , فتحصيلهُ مُهم , و يَقَع اظنّهُ في سبعة مجلّدات أو ثمانية مجلّدات , و هو مطبوع محقّق رسائل جامعية و خُدِمَ خدمة طيّبة جميلة , فمن كان لهُ اهتمامٌ بهذا الفن فلا يُخلي مكتبتهُ منه , ثمّ مِنَ الكتُب النّافعة المختصران , مختصرين , مُختصر الأصل و مختصر الشرح , ذلكم هو كتاب ابن النجّار فإنّهُ عمدَ الى كتاب التحرير للمرداوي فاختصرهُ بمختصر التّحرير المشهور عندنا و اسمهُ الكوكب المنير في اختصار التّحرير , إختصرَ فيه التحرير , و اشتهر بين الناس بـ "مختصر التحرير" المسمّى بالكوكب المنير في اختصار التحرير , فهذا المختصر الذي هو الكوكبُ المنير إختصرهُ إبن النجّار من كتاب المرداوي التّحرير , ثم لخّصهُ مِن شرح المرداوي الذي هو التّحبير و زادَ عليه في شرحه على الكوكب المنير المعروف بشرح الكوكب المنير و هو مطبوع في أربعة مجلّدات , طبعته جامعة أم القرى رسائل علمية , فهو من الكتب أيضا النافعة , إذ اختصر الأصل المتن , و اختصر الشّرح الذي هو التّحبير و زادَ عليه , فجاء كتابهُ جيّدا في هذا الباب , فهو من الكتب النافعة جدًا , و من هذه الكتب أيضا منَ الكتب المعاصرة شرح شيخنا العلاّمة الشيخ زيد ابن محمّد هادي المدخلي لمنظومة شيخه شيخ شيوخنا الشيخ حافظ رحمه الله تعالى في أصول الفقه و الكتاب معروف و مطبوع بالأسواق "الجهد المبذول" و هو كتاب نافع جدا إذ المنظومة جيذة جدا و حاويَة كل مباحث هذا الفن , و الشّرح كان نورًا على نور , و كلاهما معروف لدينا و لله الحمد و لديكم جميعا عالمان سلفيان اثريان رحمَ الله من مات و ختمَ لنا و لمَن بَقِي و شيخنا الشيخ زيد بصالحِ العمل , فالشاهد هذا من الكتب النّافعة التي خلّصت الأصول ممّا شابهُ , و من الكتب المفيدة أيضا جدا كتاب شيخ شيوخنا الشيخ العلاّمة الحَبر محمد الأمين الشّنقيطي رحمه الله تعالى صاحب أضواء البيان , فكان كتابهُ على روضة النّاظر مِن أجمَل ما يكون المسمّاة بـ المذكّرة في أصول الفقه , فلهُ فيها جهد طيّب و قد طُبعت طبعةً جيّدة انيقة مُعتنًى بها من حيث تخريج الأدلّة و من حيث عزو الأقوال و التوثيق هذه الاقوال بإعادتها الى
مصادرها التي نقلَ الشّيخ مِنها , فالشّاهِد هذه جملَة من الكتب التي عالجَت هذا البلا و هذا الوباء الذي لحِق بعلمِ أصولِ الفقه , فإنّا بحاجة إلى أن نقرأ لأمثال هؤلاء رحمهم الله تعالى , لأنّ طالب العلم يحتاج إلى أن يقرأ و هو آمنُ مطمئِن لأنّ المزالق أحيانًا قد تكونُ خفية فلا يتبصّر لها كلّ أحَد , و هذا الفَن قَد دخله هذا الذي دخل ممّا ذكرنا فحصلت الخطورة في هذا الباب و بَعد فنقول قبل الدّخول إنّ مبادئ كلّ علمٍ عشرَة: الحدُّ و الموضوعُ ثمّ الثّمرة و نسبته و فضلهُ و الواضح و الإسم الإستمدادُ حُكمُ الشّارع , إنّ مبادئ كلّ علمٍ عشرة: الحدّ و الموضوع ثم الثّمرة و نسبته و فضلهُ و الواضع و الإسم الإستمداد حُكم الشّارع , فالشاهد هذه المبادئ في كل علمٍ مستقِل و علمُ أصول الفقه علمٌ مُستقل إذ هو مِن علومِ؟ إنّ مبادئ كلّ علم عشرة: الحد و الموضوع ثم الثّمرة و نسبته و فضله و الواضع و الإسم و الإستمداد حُكم الشّارع , نعم؟
أحد الطلبة: ...........
الشيخ: يأتي إن شاء الله , نعم؟
مسائل و البعض بالبعض اكتفى
و من درَى الجميع حاز الشّرفَا
فنقول أوّلا: الحد و الحدّ في اللغة هو الفاصل بين الشّيئين و المراد به هنا تعريفُنا لهذا الفن الذي يجمعُ أطرافهُ و ينفي دخولَ غيرهِ فيه , فقيلَ لهُ حَد , هذا هو التّعريف , التّعريف يُسمّى حَد إذا كَان جامعًا مانعًا , جامعًا لأجزاء المُعرّف مانعًا من دخولِ غيرهِ فيه , فهو كحَدّ بين الأرضين , لا يدخُل هذا عليك و لا أنت تدخُل عليه كالحدّ الفاصل بين الأرضين , فلا يدخُل عليك و لا تدخُل عليه , فالحدّ هو التّعريف , فتعريف هذا العلم "علم أصول الفقه" هو علمٌ يبحثُ في أدلّة الفقه الإجمالية و كيفية الإستفادة منها , و سيأتينا ان شاء الله تعالى مزيدُ بيان لهذا عند تعريف أصول الفقه باعتباره علمًا مركّبا من جزئين و باعتبارهِ عَلَمًا , يعني أصبحَ هذا الإسم عَلَم عليه و سيأتي ان شاء الله مزيد بيانٍ لهُ , و امّا موضوعهُ فإذًا : هو علم يبحث في أدلّة الفقه الإجمالية و كيفية الإستفادة منها و حال المستفيد من هذه الأدلّة , و أمّا موضوعهُ فهوَ الشّريعَة , أدلّة الشّريعة المُوصلة إلى معرفةِ الأحكامِ الشّرعية , موضوعهُ هو هذا , موضوعهُ الأدلّة الشرعية الموصِلة الى الأحكام الشّرعية و اختلافِ مراتبها و كيفية المستَدِل بها و حال المستدلّين , يعني معرفة حال المستدلّين , و امّا ثمرتهُ "الحدّ و الموضوع ثم الثمرة" امّا ثمرتهُ فهذا العلم كما ذكرنا مِن قبلُ لهُ ثمرةٌ عظيمة و فائدةٌ جليلة هيَ القدرة على الإستنباط للاحكام الشرعية من أدلّتها الشّرعية على أسسٍ صحيحة سليمَة خاليَة من الإنحراف , إذ المستدلّون كُثُر و لكن ليس كلّ مستدلٍ إستدلالهُ صحيح , فقَد يَستَدِل المُستَدل و لكنّ البلا في فهمه لهذا الدّليل على ما استدلّ به عليه , فتكون طريقته في الاستدلال هي التي يُعوِزُهَا الدقّة , فالمقصود بأصول الفقه إذا هو معرفة مراد الله تعالى و مراد رسول الله صلى الله عليه و سلم الوارِد في الخطاب في كتاب الله تبارك و تعالى و في سنّة رسول الله صلى الله عليه و سلم , معرفة إيش؟ مُرادُ اللهِ تعالى و مراد الرسول صلى الله عليه و سلم فيما أخبرانا به , فالله جلّ وعلا تكلّم بهذا الكتاب و أنزلهُ وحيًا بهِ الرّشد لنا , فإذا فهمنا خطاب الله تبارك و تعالى لنا , كلامهُ لنا , و فهمنا كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم لنا على الوجه الصحيح فقَد وُفّقنَا , قال شيخ الاسلام ابن تيمية: إنّ المقصود من أصول الفقه هو معرفة مرادِ الله تعالى و رسوله في الكتاب و السنة كما في الفتاوى في المجلّد العشرين الصفحة 497 يقول إنّ المقصود من أصول الفقه أن تعرف مرادَ الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم بالكتاب و السنّة , يعني مرادهم في الكتاب و السنّة , في الخطاب قرآنا و سنّة , هذا في الفتاوى في المجلّد العشرين صفحة 497 , و أصول الفقه كما قلنا يستطيعُ المجتهد أن يعرف من الأحكام المستجِدّة التي التحدث أيضًا , أصول الفقه يستطيعُ بها المجتهد أن يعرفَ الأحكام المُستجِدّة التي تحدث يعني التي ليس لها أو عليها دليل خاص منَ القرآن و السنّة فيُلحِقُ الشّبيه بشبيههِ و النذظير بنظيرهِ بطريقٍ منَ الطّرائق المعروفة كما سيأتي ان شاء الله تعالى معنا في الإجماع و في القياس بإذن الله تبارك و تعالى , فبأصولِ الفقه يستطيع العالِم الذي يَدري الأصول و يعرف الأصول , مُتمكّن في الأصول يستطيع أن ينظرَ في الأحكام المستجدّة الحادثة النّازلة و يُنزّلها منزلتها و يستدِل عليها بالادلّة المعروفة في الأصول , كما إنّ من فائدة الأصول الإطمئنان و الثّقة عندَ الإنسان في ما يقول , هذا أيضًا من أعظم الثذمرات , إطمئنان الإنسان و ثقتهُ في ما يقول لأنّهُ بناهُ على أصول ثابتة , فالذي لا يمشي على أصول لا يكون واثقًا ممّا بَنَى , امّا الذي يبني على أصول فإنّهُ يكون واثقًا مطمئنًا الى بنائِهِ , حيث بناهُ على قواعد معروفة عنده واضحة مستبينة موثّقة مدلّلة , فحينئد تجدهُ ثابتا لا يتزحزح , و امّا نسبة هذا العلم فالمُرادُ به بالنّسبة للعلوم الأخرى , منزلتهُ من العلوم الأخرى , مرتبتهُ مع العلوم الأخرى , فمنزلة هذا العلم من العلوم الأخرى هو منَ العلوم الشّرعيَة , و هوَ أعني علم أصولِ الفقه بالنّسبة للفقهِ بمنزلَة أصول النّحو للنّحو , و بمنزلة أصول الحديث للحديث الذي هو المصطلح "علوم الحديث" , ... تعرف الصّحيح و الضّعيف , المَقصَد من هذه الأصول الحديثية علوم الحديث الثّمرة منها أن تعرف الصّحيح و الضّعيف , تُطبّق هذه القواعد الأصولية في أصول الحديث حتّى تَصل الى هذا المطلوب "الثّمرة" , هكذا في أصول الفقه تُطبّق هذه القواعِد حتّى تصل الى هذه الثّمرة المرجوّة و هيَ؟ بناء الأحكام الشرعية بناءًا صحيحا , هذا المُراد , يعني يكون مطمئن الى أنّ هذا القول صحيح , بضنَاهُ على أصل صحيح , نحن نقول "ما بُنِيَ على فاسد فاسد" أو لا؟ و ما بُنِيَ صحيح فهو صحيح , فحينما يعرف الانسان اصل و يبني عليه يكون بناؤه صحيحا , و إن عرفه فاسدًا لَم يبني عليه , فهذا منَ الثذمار التي يستفيدُها هذا الإنسان من علمِ أصولِ الفقه , امّا فضلهُ فهو مرتبطٌ بالفقه , فضلُ هذا العلم مرتبطٌ بالفقه , و قد قال صلى الله عليه و سلم كما علمنا جميعا في الحديث المتّفقِ عليه *من يُرِد الله به خيرا يُفقّهه في الدّين* , و قال عليه الصلاة و السلام *ربّ حاملِ فقه ليس بفقيه إلى من هو افقه منه * و ربّ حامل فقه ليسَ بفقيه , و هذا حق , فإنّ الإنسان قد يَحملُ الفقه لكنّه لا يعرفهُ و هذا مَن آتاهُ الله حفظًا و ذاكرة قويَة لكن لو تُريده يستخرج لك مسألة ما علِم , فهذا كالأرض التي أمسكت الماء و لكنّها ما تزيّنَت هي بنفسها , نَعم , فجاءَ طرفٌ آخر فحفَر و سقَى و زرَع , فالطّرف الآخر هنا الى هذه الأرض هو العالِم الفقيه المجتهد يَصِلُهُ الدّليل النص الثابت عن طريق هذا الحافظ "سلسلة رجال الإسناد" نعم , فيستخرجُ منه عشرات المسائل , أو حامِل فقه إلى من هو أفقهُ منه , عندهُ فقه لكن قليل بالنّسبة الى غيرهِ , هذا أيضا بابٌ آخر , فالشّاهد النّبي صلى الله عليه و سلم في هذه الاحاديث أشادَ بما؟ بالفقه و بالمتفقّهين *من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدين* و الحَمَلة الذين لا فقهَ عندهم أو معهم فقه هذا من باب أوْلَى , لكن الاوّل هو مجرّد الحامِل لا يخلوا منَ الأجر فإنّ النبي صلى الله عليه و سلم قَد دعَى لهُ بقوله *نظّر الله امءً سمعَ منّا حديثا فوعاه* جاء في بعض الطّرق *فبلّغهُ كما سمعهُ* الشذاهد معنا أنّ النبي صلى الله عليه و سلم أثنى على المتفقّهين و أثنى على الفقه في الدّين و اخبَر أنّ من تفقّهَ في دينه و عرفَ أحكام الحلال و الحرام بالأدلّة فإنّهُ مرادٌ بهِ الخير *مَن يُرد الله به خيرًا يُفقّههُ في الدّين* و علوم الشّريعة مبنيَة على القرآن و التّفسير و الحديث و الفقه , مبنيَة على القرآن و التّفسير و الحديث و الفقه كما قال العلماء , علومُ الشّريعة "العلم الشّرعي" مبني على هذهِ الأصول: القرآن و التّفسير و الحديث و الفقه , هذه أصول العلم الشّرعي: القرآن و التّفسير و الحديث و الفقه , فالفقهُ الذي أثنَى رسول الله صلى الله عليه و سلم على صاحبهِ مُرتبطٌ بالأصول كما قلنا , ففضلُ الأصول جاءَ من هنا , ما دامَ الغنسان الذي يعرف أحكام الشّرع "معرفة الحلال و الحرام" قَد أُثنِيَ عليه بأنّ الله أرادَ بهِ خيرًا , هذه المعرفة متوقّفة على معرفة أصول الفقه , إذ بها يعرف هذا الحُكم من هذا الحُكم و مِن هذا الحُكم , و دليل هذا الحكم مِن هذا الحكم مِن هذا الحُكم كما سيأتينا في الأقسام التكليفية الخمسة في الحرام و الواجب و المندوب و المكروه و المُباح , سيأتينا ان شاء الله بيانُ ذلك في الاحكام التّكليفية , فالشّاهد فضيلة ثابتةٌ له من حيث إرتباطُهُ بالفقهِ , و ما دامَ قَد وَرَد الثناء على الفقه في دينِ الله و على المتفقّهين فإنّ ذلكَ ينجَر على الأصول لأنّ الأصول وسيلة إلى الفقه , ﻷنّ الأصول وسيلة إلى الفقه , فَمَن يُحرَم معرفة الأصول يُحرَم الوصول إلى الفقه , و سيأتينا إن شاء الله تعالى و احفظوا معنا: هل ينبغي أو يجب على الأنسان أن يبدأ بالفقه أو يبدأ بالأصول "أصول الفقه" ؟ قولان لأهلِ العلم في ذلك إن شاء الله في حينه نذكرهُ و نُبيّن الطّريقة التي يَمشِي عليها النّاس منذُ القِدَم و أن نُبيّن التّوفيق بين هذه الطّريقة و بين أقوال العلماء في مسألة ما ينبغِي في هذا الباب و هو "التعلّق" و أنّهُ لا مُنافاة بين هذا و هذا . نعم .
أمّا الواضِع لهذا الفن و فضلهُ إيش؟ و نسبَةٌ و فضلهُ و الواضع , فالواضعُ لهُ كعلمٍ مُستقِل مجموع أوّل مَن جمعهُ هو الإمام المجدّد محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله تعالى , ذلكم العالم البحر في الحديث و التّفسير و اللّغةِ و الفقهِ , هو الذي جمعَ أوّلض مَا جمضع موضوعات هذا الفن في أوّل كتابٍ ظهرَ على الدّنيا المُسمّى و المعروف بالرّسالة حيث كتبها و أرسلها إلى عبدالرحمن بن مهدي و نظرَ فيها و راجعها ما يُقارب خمسين مرّة و هو الشّافعي , فلا يَحمِلنّك كَتبُكَ لشيئٍ اليوم على عدمِ مراجعتهِ غدا , فإنّ الانسان مهما وَفُرَ علمهُ لا يزال يحتاج الى أن يستدرك على نفسهِ و لا يزال يحتاج الى التّصحيح و التّعديل كلّ يوم , أبَى الله أن يَتِمّ إلاّ كتابهُ سبحانه و تعالى و أمّا ما يكتبُهُ البشر فكلّما نظرَ الإنسان كلّما عدّل و بدّل و زادَ و نقص و هذا يدُل على ما؟ يدُل على كمال العقل و وُفورِهِ و رجاحتهِ , غذ الانسان يتعهّد تأليفهُ كما يتعهّد إبنهُ في تربيتِهِ , فالشّاهد الإمام الشّافعي هو أوّل مَن أفرَدَ هذا العلم بتصنيفٍ مستقِل في كتاب الرّسالة , اما اسم هذا العلم فكما علمنا اسمه علم اصول الفقه .
و امّا استمدادهُ , فاستمدادُ هذا العلم , يعني مِن أينَ يكون إستمدادُنا لهذا العلم الذي جئنَا بهِ كعلمٍ مُستَقِل , مّما يُستَمَد؟ ذكَرَ أهل العلم انه يُستمد من ثلاثة أشياء , الأوّل علم التّوحيد "علمُ أصول الدّين" بعضُهم يقول "علمُ أصول الدّين" هكذا , و هذا فيهِ رَد على مَن قال من المتكلّمين الكاتبين في أصولِ الفقه المؤلّفين غنّهُ يُستمدّ مِن علمِ الكلام لأنّ علمُ أصول الدّين عندهم هو علم الكلام , عندهم علم أصول الدّين هو علم الكلام فأطلقوا أنّ هذا العلم علمُ أصول الفقه يُستمد مِن اين؟ من علم الكلام !! هذا كلام باطل , و إنّما يُستمد من علمِ أصولِ الدّين , علم العقيدة , علم التّوحيد , و ذلك لتوقّف الأحكام الشّرعية على معرفة الله تعالى و صدقِ الرسول صلى الله عليه و سلم لتوقّف معرفة الأحكام الشّرعية على معرفة الله تعالى , و معرفة صدقِ هذا الرّسول صلى الله عليه و سلم لأنّهُ هو المبلّغ عن ربّهِ تبارك و تعالى لهذا الشّرعِ إلينا , فيُستَمد هذا العلم أوّل ما يُستمَد من ذلك , ثم يُستمد منَ الأحكام الشّرعية فلابد للأصولي أن يكونَ عالِمًا بالاحكام الشّرعية الفقهية , و قالَ بعضهم "و لو بجملة صالحة" , زادَ هذه العبارة يعني ما نشترط فيه التبحّر في كلّ المسائل لكن لضو في جملةٍ صالحة مِن أبواب الفقه , يعني و إن ذهب عليه من هذا الباب بعض المسائل , المُراد انّهُ يكونُ عالمًا بالأحكام الشرعية في الفقه و ذلك ليتمكّن من ضربِ الأمثلة و الصوّر التي توضّح المسائل , يتمكّن من ضرب الأمثلة و الصوّر التي توضّح هذه المسائل , مسائل إيش؟ الأصولية , إذا لم يكن عندهُ علمٌ بالفقه كيف يضرب الأمثلة , كيف يُطبّق هذه المسائل الأصولية على هذه القضايا الفقهية , اليس كذلك؟ فلابد أن يكونَ عارفًا بالأحكام الشّرعيَة الفقهية حتّى يتمكّن من ذلك , كم هذهِ الآن؟ كم نقطة؟
أحد الطلبة: .........
الشيخ: مِنَ العشرة , كم؟ عشرة؟
أحد الطلبة: ............
الشيخ: ثمانيَة , ثمانية , التّاسع , النّقاط العشرة انا قلت , النّقاط العشرة كم هذه؟ ثمانية , طيّب التّاسِع: حُكمهُ , حُكم هذا العلم , تعلّم هذا العلم , نصّ العلماء على أنّهُ فرضُ كفايَة , فرض كفاية , و فرضُ الكفاية سيأتينا أيضا تعريفهُ إن شاء الله تعالى في الأحكام التّكليفية , و شيخ الإسلام رحمه الله تعالى و طائفة من أهل العلم قالوا هو فرضُ عين في حقّ مَن أرادَ الإجتهاد و كلاَ القولين صحيح لا تعارضَ بينهما , فإذا قامَ بهِ طائفة كَفَى , لا يَلزَم أنّ الناس جميعا يكونوا مجتهدين , فالإجتهاد تقومُ به طائفة من أهل العلم , هُم الذين يستنبطون , ينظرون في التّنزيل و يعرفون التّأويل و يُبيّنوا للنّاس الاحكام , ليس على كلّ أحد أن يقوم بهذا , لكن مَن أرادَ أن يصِل الى هذه المنزلة الى هذه المرتبة مرتبة إيش؟ مرتبة الإجتهاد و الإستنباط , فنقول: فرضُ عين عليه , لابدّ أن يعرف الأصول لأنّهُ بدونهِ لا يُمكِنُ لهُ الوُصول , فكِلاَ القولين حق , فهو فرض كفاية بحقّ عموم المسلمين , فرضُ عينٍ في حقّ المجتهدين , إذ لا يحقّ للمجتهِد أن يَجتهِد و هو لا يعرف هذ القواعد الأصولية , أصول الفقه لا يُمكن أن يتكلّم الإنسان بالفقه و يجتهد في الأحكام و يبني هذه الاحكام إلاّ و أن تكونَ عندهُ مَلَكَة أصولية يَعرِف تنزِيل الأحكام بسببها , نَعَم و ينظُر في الحوادث المُستجدّة بسبب معرفته لهذه الأصول التي استصحبهَا معه , و يُنزّلُها في منازلها , و أيضا يُنوّعُ كلامَ الله تباركَ و تعالى و كلامَ رسوله صلى الله عليه و سلم و يُنزّل كلّ كلامٍ على نوعهِ المناسب له في هذه القواعد التي طبّقها هؤلاء أو اوجدهَا هؤلاء العلماء رحمهم الله تعالى , و لهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في المُسوّدة: مَن أراَدَ الفتوى و الإجتهاد فإنّهُ فرضٌ عليه أن يكونَ عالمًا بأصولِ الفقه , نعم؟ .
أحد الطلبة: ............
الشيخ: ما ذكرناهُ؟ نعم , هذا .... , الثّالث اللذغة العربية , في مسألة إستمداد , إستمداد علم أصول الفقه مِن أينَ يكون؟ ذكرنا "علم أصول الدّين" الذي هو علم العقيدة علم التّوحيد , الثّاني الأحكام الشّرعية , الثّالث (أنا ظننت أنّنا ذكرناها) "اللغة العربية" اللغة العربية سيأتينا مباحث في اللغة العربية في الكلام و أقسامه , نعم فلابدّ أن يكونَ عالمًا باللغة العربية , نعم هذا هو الثّالث من الموارد التي يُستمد منها علمُ أصول الفقه: "علم أصول الدّين" و هو الإعتقاد التّوحيد ثم الأحكام الشّرعية ثم اللغة العربية , نعم .
أمّا العاشِر: فهو مسائل هذا العلم التِي يجولُ فيها و يُبحثُ فيها في هذا الفن , فمسائلهُ المُرادُ بها مباحثُهُ التي يلتزمها المجتهد , سواء سمّيَت أبواب كما عند بعضهم أو سمّيَت فصول كما عندَ بعضهم , يُعَنوِنُ عليها بعضهم "باب كذا" و بعضهم يُعنوِن "فصل.. فصل..فصل.." و يمشي , فسمّيت أبواب , سمّيَت مباحث , سمّيت أصول , كلّ ذلك الأمر فيهِ سهل , فالمُراد بهذه المسائل المباحث التي يلتزمُها الأصولي المجتهِد و يستفيد منها و يستنبط الأحكام على ضوئها , يستنبط الاحكام على ضوئها , هذه مسائل أصول الفقه هيَ التي يُستَنبَط الأحكام , نعم يعني في الادلّة التي يُستدَل بها: هذا ما دليل و هذا ما دليلهُ إلى آخره , فالشّاهد هذهِ هيَ الامور العشرة و بعضهم يزيدُ حادي عشر و هو "شرف" هذا الفن الذي يُريد أن يتكلّم فيه , و أنا في نظري هذا الشّرف داخلٌ تحت الفضل , في نظري , بعضهم يزيد حادي عشر فيقول إيش؟ "شرف هذا الفن" يعني الفن الذي يُريد أن يتكلّم عنه و في نظري الشّرف داخلٌ في الفَضل , و الله أعلم .
و لعلّنا نقف عند هذا , و ما دامَ الإقتراح قَد تمّ على العَصر فلا يفوت إخوانَنا ان شاء الله تعالى الإبتداء معنا في الدّرس بعدَ العصر في الفترة الأولى و نسأل الله جلّ و علا أن يُعينَنَا و إيّاكُم جميعا على طاعته .
أحد الطلبة: .....
الشيخ: لا الشّيخ صالح ما كُلِّم , فنبدأ منَ الغد ان شاء , الشيخ صالح اليوم ما كُلِّم و الآن مرتاح , يَصعُب علينا , و حتّى أيضا لا تنسوا يعلَم إخواننا فيبلُغُهُم اليوم في المساء , و غدا بحول الله و قوّته الأحد نبدا معكم بإذن الله تعالى , و هذا المَبحث "الفن" و الله فنٌ لذيذ و جميل و لطيف لكن إذا قرأتهُ على طريقةِ أهل السنّة , فحينئد تعرِف مقدار حاجتُنا نحن اليوم الى معرفة هذا الفن الذي قلّ مَن يُدَرّسُهُ , نعم قلَّ مَن يُدرِّسُهُ , و يعني قَد كَان هذا الأمر في فترةٍ سابقة في هذه البلاد في بلادنا هذه خاصّة , ما هو "الدّمام" ههه لكن المملكة العربية السعودية حفظها الله و جميع بلدان المسلمين مِن كلّ سوءٍ و مكروه , كانَ هذا العلم قبلَ ما يُقارب خمسينَ عامًا أو سبعينَ عامًا غريبًا , كانَ الإهتمام بالفقه "غريب جدا" حتّى جاءَ يعني الشّيخ محمّد بن ابراهيم رحمهُ الله تعالى و أسّسَ هذه النّهضة العلمية التي لا نَزال نتفيّأ ظلالَها في هذا العصر الحاضر , أسّس هذه النّهضة العلمية رحمه الله تعالى تأسيسًا نظامِيًا فأنشأ المعاهد العلمية ثم الكلّيات الشّرعية و كانَ ممّا وضعهُ إدخَالُ فنّ أصولِ الفقه على الطّلبَة , رحمةُ الله عليه , و هيّأ اللهُ أيضًا عالِمًا نحريرًا يعني قبل ستّين 60 سنة تقريبا في هذه الحدود , هيّأ الله لهُ فأعانهُ في هذا الباب ربذنا جلّ و علاَ بمجيئ الشّيخ العلاّمة الشّنقيطي رحمه -الله تعالى- "محمّد الأمين الشّنقيطي" , فكانَ يُدرّس هذا الفَن و كما ذكروا كان هذا الفَن غريب على الطّلبَة و صعبًا و شاقًا عليهم , فبدأ فيهِ في "دُقنَة" "حي دُكنة" لعلّ بعضكم لا يعرفه؟ بالرياض كانَ قديمًا من الطّين و لكنذه أخرجَ أساطين , رحمة الله تعالى على مَن ماتَ منهم و ختمَ بالصّالحِ لمَن بَقِي , فالشّاهِد أنتَ اليَوم الآن تراه في الكلّيات يُدرَس نُتَف و نُبَذ و فيما بينَ عمومِ الطّلاب تدريسُهُ قليل و إن وُجِد إن لَم يضكُن ناذِرًا , و ذلكَ لتهيّب المتكلِّم مِن أن يخوض في هذا , و لا شك أنّ مَن خافَ نَجَى , و لكن عليه أن يستعِينَ بالله سبحانه و تعالى ثمّ يستعين بعدَ ذلك بِمَن لهُ خبرَة و معرِفَة مِن أشياخِهِ الذِينَ عايَشَهُم فأخَذَ عليهم فيقرأ في تصانيفِهم الموثوقة و لله الحمد و ما دلّوهُ عليهِ مِنَ التصانِيف الموثوقَة كما ذكَرتُ لكُم بعضًا منها , و الإنسان إذا دُل علَى ما يَثِق بهِ مِمّن يضثِق , على ما يُوثَق بهِ ممّن يَثِق بهِ أخذَ باطمئنان , فالآن و لله الحمد نحن بحاجَة إلى زيّادةِ الوعي لهذا العِلم , فإنّا في هذا الوقت نرى ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله الإقبال الكثير على دراسة اصول الحديث الذي هو علوم الحديث "المصطلح" كثير , و لكن مع هذا نجد في ما يُقابلُهُ ما يتعلّق بالتّدريس لأصول الفقه يعني فيهِ قلّة , فأنا و إن لَم أكُن متخصّصًا في أصولِ الفقه لكن أُدلِي بدَلوِي مع ضعفي فنسأل الله سبحانه و تعالى أن يُعيننا و إيّاكم جميعا على ذلك و نسألهُ سبحانه و تعالى يُسدّدَنَا في الأقوالِ و الأفعال و اللهم صلّي على محمد .
من يومِ غدٍ إن شاء الله و يُذكّر الشّيخ صَالح ان شاء الله تعالى بأن يَذكُرَ هذا في الدّرس و يُعلنَهُ لإخواننا مِن يومِ غدٍ حتّة لا يفوت عليهم , نعم .
و هذا يقول : سائلة , هذا سؤال قبل أن ننتهي , سائلة من فرنسا تقُول إمرأة أجهَضَت جنينًا بعد شهرين مِن الحمل و تسأل ما عليها لتُكفّر عن هذا الذّنب , أقول: الحمد لله , أوّلا الإجهاض للحملِ لا يجوز , لأنّ هذه النفس المنفوسَة نحن مُطالبون بحمايتها , و نحن مطالبون بتكثير النّسل , قال النّبي صلى الله عليه و سلم *تناكحوا تناسلوا فإنّي مُكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة* و أنتم ترونَ معشرَ الإخوة و الأبناء إستحرار القَتل في المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها و في بلدانِ المسلمين , و تَرَون في البلاد العربية , بعض البلاد العربية يعني ليست بعيدةً كيف استحرّ القتل فيها , فنحن مُطالبون بأن نكثِّرَ المسلمين لا أن نقلِّلَهُم , فَلو فُرِضَ أنّهُ وُجدت ضرورة شرعية "ضرورة شرعية" و هذه الكلمات محسوبة , إذا وُجدت ضرورة شرعيَة عندَ المرأة دعتها إلى الإسقاط فلا بأس مِنَ الإسقاط قبل أن تُنفَخ فيهِ الرّوح , فلو قيلَ إنّ هذه المرأة لو حمِلَت الآن ستموت و ذلكَ لضعفِ الرّحم عندها بعد عدّة عمليات قيصرية , فلو حملت الآن قبلَ مُضِي مثلا أربع سنوات او نحو ذلك ربّما ادّى ذلك الى وفاتها "بحسبِ غلبَةِ الظن" , فنقول إن كانَ المُخبِرُ بذلك ثقَةً عدلاً موثوق , الطّبيب هذا موثوق عندنا فنقول لابأس لهذه المرأة إن حصَل عندها شيئ من الحمل أن تُسقِط في الشّهر الأوّل أو في الشّهر الثاني ما دام لَم يُنفضخ فيهِ الرّوح , فإنّ النّبي صلى الله عليه و سلم كما في حديث ابن مسعود حدّثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو الصّادق المصدوق أنّ ابن آدَم يُجمع في بطن امّهِ كم؟ أربعين و أربعين و أربعين , أليسَ كذلك؟ طيّب , أربعين و أربعين و أربعين هذه كم؟ مائة و عشرين 120 يوما , أليس كذلك؟ كم تكون مِنَ الأشهر؟ 04 أربعة أشهر فالتّخليق قبل الأربعة و النّفخ بعد الأربعة , إذا تمّت أربعة أشهُر نُفِخَ فيه فصارَ حينئد جنينًا فلا يجوز إسقاطُهُ , فإذا كانَ قبلَ أن تُنفَخَ الرّوح في الشّهر الأوّل في الثّاني فلا بأس إذا دعتِ الضّرورة و قامت هناك هذه الحاجة الشّرعية الماسّة فإنّ الله جلّ و علا *و قد فصّل لكم ما حرّم عليكم إلاّ ما أضطررتُم إليه* و هذه قاعدة عامة في الإضطرار .
و صلّى الله و سلّم و بارك على عبده و رسوله نبيّنا محمد , و نحن خلّصنَا .
أحد الطلبة: .............
الشيخ: لا يَجوزٌ لها الإسقاط حتّى و لو لَم يكُن جنينًا .
أحد الطلبة: .............
الشيخ: ما دام ذكرتهُ في هذينِ الشّهرين لا شيئ عليها .
إذن هكذا نتِم على ذلك بإذن الله تبارك و تعالى , و نسأله جلّ و علا أن يعيننا و إيّاكم , فما دام الأمر كذلك فإنّنا لا ندخُلُ في الكتاب و لكن نتكلّم بمقدّمات في هذا الفنّ مهمّة لطالب العلم لاسيما قَد كثُرَ الكلام في هذا الفن ما بينَ طاعنٍ عليه طعنًا كلّيًا و منفّرٍ عنهُ و مزهّدٍ فيهٍ , و ما بين غالٍ فيهِ غلوًا زائدًا بعُجرِهِ و بُجرِهِ , بما حمَلَ هذا الفن , بما حملهُ من كلامٍ و بدعٍ جاءت و دخلت عليهِ و إن لم تكن مِن قبلُ حينَ قيامهِ موجودةً , و لا شك أنّ هذا و هذا ذميم , بل إنّ الذّامِي قالَ أنا أستطيع أن أُفتِيَ مِنَ القواعِد و لا أذكُرُ و لا دليل مِن غيرِ حاجةٍ للرجوع الى دليل , و هذا و اللهِ مجاوزة الحد , فإنّ علمَ الأصول انّما جاء ليبيّن طرائق الاستدلال بهذه الأدلّة لا ليُلغِيَهَا , فالشاهد الانسان ينبغي له ألاّ يغلوا و الاّ يجفوا لأنّ الحق دائما بين هذا و هذا , فلا تغلوا في شيئ من الأمر و اقتصر ... كلا طرفي قصدِ الأمور ذميمُ , فالغلو مشكل و التّفريط و الجفا مشكل , و الحق دائما وسط بين الغالي و الجافي , فنقول: إنّ علمَ أصولِ الفقه علمٌ جليل القدر عظيم الفائدة غزير الفائدة , فائدته جمّة , يتمكّن بهِ العالم من اكتساب القدرة على الاستنباط للأحكام الشّرعية , منَ النصوص الواردة في الوحيين كتابا و سنّةً , و لا نقول هذا فقط , لا , لابدّ من تكملة يتمكّن بهِ الانسان من الاستنباط الصحيح المبنِي على أسس سليمة و قواعد صحيح , إذ بدونِ معرفة هذه القواعد يضعفُ المرء في معرفة الأحكام و استنباطها و قد كانَ أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم عربًا خثلّص أقحاح يسمعون الخطاب و يفهمونهُ , عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فعايشوا التّنزيل و فهموا هذا الكلام الموجّه إليهم من رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما أشكَل عليهم سألوه عليه الصلاة و السلام فيه , لكن بعدَ أن إلتحقَ النبي صلى الله عليه و سلم بالرفيق الأعلى و انقرض عصر الصحابة و التابعين و جلّ الاتباع و اتّسعت رقعة الاسلام و امتدّت فتوحات الاسلام و دخل في الاسلام من ليس من العرب و هم كثر , و ضعُف العلم باللغة العربية , إحتاج العلماء الى أن يبيّنوا هذه الأسس التي يُستنبَط بها الأحكام الشرعية من أدلّتها التفصيلية , فكانَ أوّل من وضعَ علم هذا أو أسس هذا العلم , كما سيأتي ان شاء الله تعالى الامام الشافعي رحمه الله تعالى في كتابه الشهير الرسالة , و استمرّ بعد ذلك العلماء من بعده يُصنّفونَ في هذا الفن و لكن البليّة العظيمة أنّ مؤسّس هذا الفن و واضع أصوله إمامٌ عَلَمٌ من ائمّة السنّة و إن تعجَب فاسمع حكمهُ في أهل الكلام حينما قال: حكمي في أهل الكلام أن يُضربوا بالجريد و النّعال و يطافُ بهم بين النّاس و يُقال فيهم هذا جزاء من تركَ كتاب الله و أقبلَ على علم الكلام , هذا قول هذا الامام الذي أسّس هذا العلم و وضعَ أصوله مجموعا , اوّل من جمَع ثم بعد ذلك يَلحَق هذا العلم علم الكلام و لا حول و لا قوّة إلاّ بالله , فنقول: إنّ علم الأصول إختلط بمنهج المتكلّمين المبتدعين و دخلت كثيرٌ من أرائهم المبتدعة هذا الفَن فأثقلتهُ بل أدّت إلى طعن الطّاعنينَ فيه , فدخل علم المنطق اليوناني و هو الذي خبطَ عقائد المسلمين , دخل في هذا العلم علمُ المنطق سمّوهُ عِلمًا و إلاّ ليس بعلم , فهو كما قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى : لا يحتاج إليه الذّكي و لا يستفيد منهُ الغبي , الغبي غبي لو تصبه في ذهنهِ صبًا ما استفاد منه شيئا , و الذّكي لا يحتاج إليه , فالشاهد دخَلَ علم الكلام دخلَ المنطق الفاسد هذا العِلم , فأفسدَ عقيدة أهلِ الإسلام , فستجد هذا في الصفات و تجد هذا في مبحث الكلام و تجد هذا في مبحث أصل الوضع , اللغة في الإشتقاق , مَن أرادَ أن يقِف على ما نقول فيُطالِع أكثرَ كتبِ أهل الأصول المتكلّمين , لأنّ أهل الأصول على طريقتين: الطريقة الأولى و هي طريقة الجمهور, يُسمّونها طريقةُ من؟ طريقة المتكلّمين , و الطّريقة الثانية طريقة الحنفية و سيأتينا الكلام عليها إن شاء الله تعالى , فالشاهد مَن أراد أن يَقف على ما قُلنا فليُطالع أكثرَ كتب الأصول التي قامت على هذا الباب على باب علم الكلام و المنطق , بل لا يُتعب نفسه , لا يذهب بعيدا , فصاحبُ كتابنا هذا الذي سنشرحه ان شاء أو ما يُيسّرُ الله لنا منهُ و نشرحُهُ ان شاء الله على طريقة أهل السنّة و الجماعة التي لا إعوجاج فيها و لا شطط و لا زيف و لا دخَن , أقول مَن أراد فلا يذهب بعيدا , لينظُر الى مُؤلّفِ هذا المُؤلّف الذي نحنُ سنبدأ في كتاب من كتبه مختصر كتاب الورقات لينظُر الى كتابه البُرهان , أنظروا الى البرهان فإنّكم ترونَهُ إذا نظرتم إليه مليئًا بطريقةِ المتكلّمين , و آرائهم البدعية و ذلك بسبب أنّ هذا الرّجل على حدّةِ ذكائه و فرطهِ و شدّةِ ذكائه و وفور عقلهِ ما كان يدري الحديث , و هذه الكلمة ليست كلمتي , فارجوا الى السّير للحافظ الذّهبي فإنه قد تكلّم في هذه الكلمة و دلّلَ عليها من كلامِ الرجًل , كان لا يدري الحديث و لا يعرف إلاّ كلامَ المتكلّمين , إذ نشأ على ذلك , و كانَ أصلهُ في هذا أكثر ما يقرأ لأبي هاشم المعتزلي و أبي علي الجُبّائي و أمثالهم , مع عدمِ افتراقهِ لعلم الحديث و معرفتهِ لهُ , فلابد و أن يكونَ عندهُ هذا , نعَم ذكرَ شيخ الاسلام و غيرهُ عنه أنّهُ رجع بعدُ إلى مذهب السّلف كما في رسالتهِ النظامية و لكن حتّى الرّسالة النظامية قد قرأتُ فيها و إنّك لترَى أنّ رجوعهُ ليس رجوعًا كلّيًا , فيه شيئ من الإضطراب , فالشّاهد أقول لا تبعدوا كثيرا إقرؤوا لهذا الرّجل مع أنّه كان من الأذكياء , لكن العقل بمفرده معشر الاخوة و الابناء لا يكفي : إذا لم يكن عونٌ منَ الله... فاوّل من يقضي عليه إجتهاده , و ما أحسن ما قالَ الشّاعر: الشّرعُ أعظمُ مُرشدٍ في ظلمة الجهلِ البَهِيمَة , يعني شديدة السّواد , ليل بهيم يعني شديد السّواد لا نور فيه , الشّرعُ أعظمُ مرشدٍ في ظلمةٍ الجهل البهيمَة ... و العقل يتلوهُ و لو لاهُ لكنّا كالبهيمة , الدّاب , فاتبعهُما و لِمن لحَاكَ عليهما قل يا بهيمة , (الجزائري : هنا كلام غير واظح) ... فالشّاهِد العقل يأتي بعد النّقل , فهؤلاء أهل الكلام قدّموا العقول , قدّموا نحاثة الأفكار و زبالات الأذهان على وحي الرحيم الرحمن تبارك و تعالى , و سيّد ولد عدنان صلى الله عليه و سلم , فجاءت هذه التخبّطات و أيضًا ليُطالِع كتاب تلميذ الجوّيني و هو أبو حامد الغزالي فإنّهُ من أشهر تلاميذ الجويني أبي المعالي إمام الحرمين , يطالع كتاب إيش؟ المُستصفَى , فإنّهُ قَد اعترف بصريحِ العبارة أنّهُم قد أدخلوا هذا البلاء و هذا الوباء في أصول الفقه , و لكن اعتذر قال: قال إنّ الفطام عن المألوف شديد , لما؟ لأنّهم رضعوا هذا العلم الذي يسمّونهُ علمًا على حسب اجتهاد دعواهُم و هو علم الكلام , و إلاّ في الحقيقة ليس بالعلم هو و لكن تأثّروا به و شبعوا منهُ , تشبّعوا منه , حتى قيل في الغزالي : أبو حامد الغزالي دخلَ في جوفِ الفلسفة و أراد أن يخرجَ منها فما استطاع , فالشّاهد الغزالي نفسه في كتابه المستصفَى الذي يُعتبَر من أهمّ كتب الأصول عند علماء الاصول نفسهُ يعترف بإفساد هذا العلم بهذا البلَى "المنطق" علم الكلام , لكن يعتذر يقول: إنذهم قد ألفوا و رضعوا هذا و الفطام عن المألوف شديد , صعب التخلّص معناه منه , و لكن مع هذا و لله الحمد لا يزالُ الله جلّ و عز يغرسُ في هذا الدّين غرسَه , يستعملهم في طاعته , فقد جاء علماء السنّة و الحديث و حاولوا تنقية هذا العلم الأصيل النّافع من هذا الوباء الشّديد الدّاخل عليه , و من امثال هؤلاء المحقّقين شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فإنّهُ ممّن تكلّم في هذا الجانب كثيرا , و قد حاولَ بكلّ ما يستطيع قدر جُهدهِ أن يُصفّي هذا العلم الأصيل ممّا لحقه من هذا الوباء الدخيل و كذلك تلميذه ابن القيّم و آراؤهُ الأصولية معروفة و مناقشاتهُ لأهلِ الكلام من علماء الأصول معروفة , بل وَ دُوّنَ في بعضها رسائل , في الجامعات مستقلّة , ثم أيضا من تلاميذ هذا الامام الامام الفقيه الحافظ ابن مفلح رحمه الله تعالى , فلشيخ الاسلام ابن تيمية و آل تيمية المُسوّدة في علم أصول الفقه , إقرؤوا فيها فإنّها نافعة , و قد حقّقَت و لله الحمد تحقيقا علميًا في رسائل جامعية و موجودة الآن بالأسواق و استدرِكَ ما فيها مِن النقص في الطبعات السابقة و تقع في مجلّدين , مخدومة خدمة جميلة , ابن مفلح أيضا لهُ كتاب عظيم في علمِ الأصول و قَد طُبِعَ مؤخّرًا في خمسةٍ مجلّدات , أصول الفقه لابن مفلح رحمه الله تعالى , و قَد حاولَ في هذا الكتاب أن يَنصُرَ قولَ السّلف بكلّ ما يستطيع و يرُد على المخالفين من أهل الاهواء المتلّكمين , و يُزَيّف الزّائف , إذا أوردهُ يُزيّفهُ , فهذا الكتاب مفيد لطالب العلم في هذا الفن و كذلك من الكتب النّافعة "التّحبير" في شرح التّحرير , و كلا الكتابين الأصل الذي هو التّحرير , تحرير المنقول , و التّحبير الذي هو شرح التحرير كلاهما للمرداوي , علاء الدّين المرداوي حنبلي صاحب كتاب الإنصاف في معرفة الراجح و الخلاف في مذهب الحنابلة , و هذا قَد بيّن فيهِ رحمهُ الله تعالى أنّهُ لا يعرِضُ لآراء أهل البدع كالجهمية و أضرابهم و لا يُعوِّل عليها و لا يذكرها , و إذا ذكرَ شيئا من أقاويل أهل الكلام كالأشاعرة و نحوهم فإنّهُ يَكِرُّ عليهم عند مخالفتهم للحق و يهدمهُ و يُبيّن مذهب السلف في ذلك , و قد اعتمد في هذا على مدرسة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى , فهو كثيرا ما ينقُل عنه و يَنقُل أكثر عن إبن مفلح في كتابه السابق , فهذا الكتاب معشر الإخوة و الأبناء كتابٌ مفيدٌ جدًا لكُم , فقَد سار فيه المصنّف على طريقة الإمام أحمد رحمه الله تعالى كما أفصَحَ عن ذلك بمقدّمته , فهذا من الكتب النافعة التي تعينكم في هذا الفن , فتحصيلهُ مُهم , و يَقَع اظنّهُ في سبعة مجلّدات أو ثمانية مجلّدات , و هو مطبوع محقّق رسائل جامعية و خُدِمَ خدمة طيّبة جميلة , فمن كان لهُ اهتمامٌ بهذا الفن فلا يُخلي مكتبتهُ منه , ثمّ مِنَ الكتُب النّافعة المختصران , مختصرين , مُختصر الأصل و مختصر الشرح , ذلكم هو كتاب ابن النجّار فإنّهُ عمدَ الى كتاب التحرير للمرداوي فاختصرهُ بمختصر التّحرير المشهور عندنا و اسمهُ الكوكب المنير في اختصار التّحرير , إختصرَ فيه التحرير , و اشتهر بين الناس بـ "مختصر التحرير" المسمّى بالكوكب المنير في اختصار التحرير , فهذا المختصر الذي هو الكوكبُ المنير إختصرهُ إبن النجّار من كتاب المرداوي التّحرير , ثم لخّصهُ مِن شرح المرداوي الذي هو التّحبير و زادَ عليه في شرحه على الكوكب المنير المعروف بشرح الكوكب المنير و هو مطبوع في أربعة مجلّدات , طبعته جامعة أم القرى رسائل علمية , فهو من الكتب أيضا النافعة , إذ اختصر الأصل المتن , و اختصر الشّرح الذي هو التّحبير و زادَ عليه , فجاء كتابهُ جيّدا في هذا الباب , فهو من الكتب النافعة جدًا , و من هذه الكتب أيضا منَ الكتب المعاصرة شرح شيخنا العلاّمة الشيخ زيد ابن محمّد هادي المدخلي لمنظومة شيخه شيخ شيوخنا الشيخ حافظ رحمه الله تعالى في أصول الفقه و الكتاب معروف و مطبوع بالأسواق "الجهد المبذول" و هو كتاب نافع جدا إذ المنظومة جيذة جدا و حاويَة كل مباحث هذا الفن , و الشّرح كان نورًا على نور , و كلاهما معروف لدينا و لله الحمد و لديكم جميعا عالمان سلفيان اثريان رحمَ الله من مات و ختمَ لنا و لمَن بَقِي و شيخنا الشيخ زيد بصالحِ العمل , فالشاهد هذا من الكتب النّافعة التي خلّصت الأصول ممّا شابهُ , و من الكتب المفيدة أيضا جدا كتاب شيخ شيوخنا الشيخ العلاّمة الحَبر محمد الأمين الشّنقيطي رحمه الله تعالى صاحب أضواء البيان , فكان كتابهُ على روضة النّاظر مِن أجمَل ما يكون المسمّاة بـ المذكّرة في أصول الفقه , فلهُ فيها جهد طيّب و قد طُبعت طبعةً جيّدة انيقة مُعتنًى بها من حيث تخريج الأدلّة و من حيث عزو الأقوال و التوثيق هذه الاقوال بإعادتها الى
مصادرها التي نقلَ الشّيخ مِنها , فالشّاهِد هذه جملَة من الكتب التي عالجَت هذا البلا و هذا الوباء الذي لحِق بعلمِ أصولِ الفقه , فإنّا بحاجة إلى أن نقرأ لأمثال هؤلاء رحمهم الله تعالى , لأنّ طالب العلم يحتاج إلى أن يقرأ و هو آمنُ مطمئِن لأنّ المزالق أحيانًا قد تكونُ خفية فلا يتبصّر لها كلّ أحَد , و هذا الفَن قَد دخله هذا الذي دخل ممّا ذكرنا فحصلت الخطورة في هذا الباب و بَعد فنقول قبل الدّخول إنّ مبادئ كلّ علمٍ عشرَة: الحدُّ و الموضوعُ ثمّ الثّمرة و نسبته و فضلهُ و الواضح و الإسم الإستمدادُ حُكمُ الشّارع , إنّ مبادئ كلّ علمٍ عشرة: الحدّ و الموضوع ثم الثّمرة و نسبته و فضلهُ و الواضع و الإسم الإستمداد حُكم الشّارع , فالشاهد هذه المبادئ في كل علمٍ مستقِل و علمُ أصول الفقه علمٌ مُستقل إذ هو مِن علومِ؟ إنّ مبادئ كلّ علم عشرة: الحد و الموضوع ثم الثّمرة و نسبته و فضله و الواضع و الإسم و الإستمداد حُكم الشّارع , نعم؟
أحد الطلبة: ...........
الشيخ: يأتي إن شاء الله , نعم؟
مسائل و البعض بالبعض اكتفى
و من درَى الجميع حاز الشّرفَا
فنقول أوّلا: الحد و الحدّ في اللغة هو الفاصل بين الشّيئين و المراد به هنا تعريفُنا لهذا الفن الذي يجمعُ أطرافهُ و ينفي دخولَ غيرهِ فيه , فقيلَ لهُ حَد , هذا هو التّعريف , التّعريف يُسمّى حَد إذا كَان جامعًا مانعًا , جامعًا لأجزاء المُعرّف مانعًا من دخولِ غيرهِ فيه , فهو كحَدّ بين الأرضين , لا يدخُل هذا عليك و لا أنت تدخُل عليه كالحدّ الفاصل بين الأرضين , فلا يدخُل عليك و لا تدخُل عليه , فالحدّ هو التّعريف , فتعريف هذا العلم "علم أصول الفقه" هو علمٌ يبحثُ في أدلّة الفقه الإجمالية و كيفية الإستفادة منها , و سيأتينا ان شاء الله تعالى مزيدُ بيان لهذا عند تعريف أصول الفقه باعتباره علمًا مركّبا من جزئين و باعتبارهِ عَلَمًا , يعني أصبحَ هذا الإسم عَلَم عليه و سيأتي ان شاء الله مزيد بيانٍ لهُ , و امّا موضوعهُ فإذًا : هو علم يبحث في أدلّة الفقه الإجمالية و كيفية الإستفادة منها و حال المستفيد من هذه الأدلّة , و أمّا موضوعهُ فهوَ الشّريعَة , أدلّة الشّريعة المُوصلة إلى معرفةِ الأحكامِ الشّرعية , موضوعهُ هو هذا , موضوعهُ الأدلّة الشرعية الموصِلة الى الأحكام الشّرعية و اختلافِ مراتبها و كيفية المستَدِل بها و حال المستدلّين , يعني معرفة حال المستدلّين , و امّا ثمرتهُ "الحدّ و الموضوع ثم الثمرة" امّا ثمرتهُ فهذا العلم كما ذكرنا مِن قبلُ لهُ ثمرةٌ عظيمة و فائدةٌ جليلة هيَ القدرة على الإستنباط للاحكام الشرعية من أدلّتها الشّرعية على أسسٍ صحيحة سليمَة خاليَة من الإنحراف , إذ المستدلّون كُثُر و لكن ليس كلّ مستدلٍ إستدلالهُ صحيح , فقَد يَستَدِل المُستَدل و لكنّ البلا في فهمه لهذا الدّليل على ما استدلّ به عليه , فتكون طريقته في الاستدلال هي التي يُعوِزُهَا الدقّة , فالمقصود بأصول الفقه إذا هو معرفة مراد الله تعالى و مراد رسول الله صلى الله عليه و سلم الوارِد في الخطاب في كتاب الله تبارك و تعالى و في سنّة رسول الله صلى الله عليه و سلم , معرفة إيش؟ مُرادُ اللهِ تعالى و مراد الرسول صلى الله عليه و سلم فيما أخبرانا به , فالله جلّ وعلا تكلّم بهذا الكتاب و أنزلهُ وحيًا بهِ الرّشد لنا , فإذا فهمنا خطاب الله تبارك و تعالى لنا , كلامهُ لنا , و فهمنا كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم لنا على الوجه الصحيح فقَد وُفّقنَا , قال شيخ الاسلام ابن تيمية: إنّ المقصود من أصول الفقه هو معرفة مرادِ الله تعالى و رسوله في الكتاب و السنة كما في الفتاوى في المجلّد العشرين الصفحة 497 يقول إنّ المقصود من أصول الفقه أن تعرف مرادَ الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم بالكتاب و السنّة , يعني مرادهم في الكتاب و السنّة , في الخطاب قرآنا و سنّة , هذا في الفتاوى في المجلّد العشرين صفحة 497 , و أصول الفقه كما قلنا يستطيعُ المجتهد أن يعرف من الأحكام المستجِدّة التي التحدث أيضًا , أصول الفقه يستطيعُ بها المجتهد أن يعرفَ الأحكام المُستجِدّة التي تحدث يعني التي ليس لها أو عليها دليل خاص منَ القرآن و السنّة فيُلحِقُ الشّبيه بشبيههِ و النذظير بنظيرهِ بطريقٍ منَ الطّرائق المعروفة كما سيأتي ان شاء الله تعالى معنا في الإجماع و في القياس بإذن الله تبارك و تعالى , فبأصولِ الفقه يستطيع العالِم الذي يَدري الأصول و يعرف الأصول , مُتمكّن في الأصول يستطيع أن ينظرَ في الأحكام المستجدّة الحادثة النّازلة و يُنزّلها منزلتها و يستدِل عليها بالادلّة المعروفة في الأصول , كما إنّ من فائدة الأصول الإطمئنان و الثّقة عندَ الإنسان في ما يقول , هذا أيضًا من أعظم الثذمرات , إطمئنان الإنسان و ثقتهُ في ما يقول لأنّهُ بناهُ على أصول ثابتة , فالذي لا يمشي على أصول لا يكون واثقًا ممّا بَنَى , امّا الذي يبني على أصول فإنّهُ يكون واثقًا مطمئنًا الى بنائِهِ , حيث بناهُ على قواعد معروفة عنده واضحة مستبينة موثّقة مدلّلة , فحينئد تجدهُ ثابتا لا يتزحزح , و امّا نسبة هذا العلم فالمُرادُ به بالنّسبة للعلوم الأخرى , منزلتهُ من العلوم الأخرى , مرتبتهُ مع العلوم الأخرى , فمنزلة هذا العلم من العلوم الأخرى هو منَ العلوم الشّرعيَة , و هوَ أعني علم أصولِ الفقه بالنّسبة للفقهِ بمنزلَة أصول النّحو للنّحو , و بمنزلة أصول الحديث للحديث الذي هو المصطلح "علوم الحديث" , ... تعرف الصّحيح و الضّعيف , المَقصَد من هذه الأصول الحديثية علوم الحديث الثّمرة منها أن تعرف الصّحيح و الضّعيف , تُطبّق هذه القواعد الأصولية في أصول الحديث حتّى تَصل الى هذا المطلوب "الثّمرة" , هكذا في أصول الفقه تُطبّق هذه القواعِد حتّى تصل الى هذه الثّمرة المرجوّة و هيَ؟ بناء الأحكام الشرعية بناءًا صحيحا , هذا المُراد , يعني يكون مطمئن الى أنّ هذا القول صحيح , بضنَاهُ على أصل صحيح , نحن نقول "ما بُنِيَ على فاسد فاسد" أو لا؟ و ما بُنِيَ صحيح فهو صحيح , فحينما يعرف الانسان اصل و يبني عليه يكون بناؤه صحيحا , و إن عرفه فاسدًا لَم يبني عليه , فهذا منَ الثذمار التي يستفيدُها هذا الإنسان من علمِ أصولِ الفقه , امّا فضلهُ فهو مرتبطٌ بالفقه , فضلُ هذا العلم مرتبطٌ بالفقه , و قد قال صلى الله عليه و سلم كما علمنا جميعا في الحديث المتّفقِ عليه *من يُرِد الله به خيرا يُفقّهه في الدّين* , و قال عليه الصلاة و السلام *ربّ حاملِ فقه ليس بفقيه إلى من هو افقه منه * و ربّ حامل فقه ليسَ بفقيه , و هذا حق , فإنّ الإنسان قد يَحملُ الفقه لكنّه لا يعرفهُ و هذا مَن آتاهُ الله حفظًا و ذاكرة قويَة لكن لو تُريده يستخرج لك مسألة ما علِم , فهذا كالأرض التي أمسكت الماء و لكنّها ما تزيّنَت هي بنفسها , نَعم , فجاءَ طرفٌ آخر فحفَر و سقَى و زرَع , فالطّرف الآخر هنا الى هذه الأرض هو العالِم الفقيه المجتهد يَصِلُهُ الدّليل النص الثابت عن طريق هذا الحافظ "سلسلة رجال الإسناد" نعم , فيستخرجُ منه عشرات المسائل , أو حامِل فقه إلى من هو أفقهُ منه , عندهُ فقه لكن قليل بالنّسبة الى غيرهِ , هذا أيضا بابٌ آخر , فالشّاهد النّبي صلى الله عليه و سلم في هذه الاحاديث أشادَ بما؟ بالفقه و بالمتفقّهين *من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدين* و الحَمَلة الذين لا فقهَ عندهم أو معهم فقه هذا من باب أوْلَى , لكن الاوّل هو مجرّد الحامِل لا يخلوا منَ الأجر فإنّ النبي صلى الله عليه و سلم قَد دعَى لهُ بقوله *نظّر الله امءً سمعَ منّا حديثا فوعاه* جاء في بعض الطّرق *فبلّغهُ كما سمعهُ* الشذاهد معنا أنّ النبي صلى الله عليه و سلم أثنى على المتفقّهين و أثنى على الفقه في الدّين و اخبَر أنّ من تفقّهَ في دينه و عرفَ أحكام الحلال و الحرام بالأدلّة فإنّهُ مرادٌ بهِ الخير *مَن يُرد الله به خيرًا يُفقّههُ في الدّين* و علوم الشّريعة مبنيَة على القرآن و التّفسير و الحديث و الفقه , مبنيَة على القرآن و التّفسير و الحديث و الفقه كما قال العلماء , علومُ الشّريعة "العلم الشّرعي" مبني على هذهِ الأصول: القرآن و التّفسير و الحديث و الفقه , هذه أصول العلم الشّرعي: القرآن و التّفسير و الحديث و الفقه , فالفقهُ الذي أثنَى رسول الله صلى الله عليه و سلم على صاحبهِ مُرتبطٌ بالأصول كما قلنا , ففضلُ الأصول جاءَ من هنا , ما دامَ الغنسان الذي يعرف أحكام الشّرع "معرفة الحلال و الحرام" قَد أُثنِيَ عليه بأنّ الله أرادَ بهِ خيرًا , هذه المعرفة متوقّفة على معرفة أصول الفقه , إذ بها يعرف هذا الحُكم من هذا الحُكم و مِن هذا الحُكم , و دليل هذا الحكم مِن هذا الحكم مِن هذا الحُكم كما سيأتينا في الأقسام التكليفية الخمسة في الحرام و الواجب و المندوب و المكروه و المُباح , سيأتينا ان شاء الله بيانُ ذلك في الاحكام التّكليفية , فالشّاهد فضيلة ثابتةٌ له من حيث إرتباطُهُ بالفقهِ , و ما دامَ قَد وَرَد الثناء على الفقه في دينِ الله و على المتفقّهين فإنّ ذلكَ ينجَر على الأصول لأنّ الأصول وسيلة إلى الفقه , ﻷنّ الأصول وسيلة إلى الفقه , فَمَن يُحرَم معرفة الأصول يُحرَم الوصول إلى الفقه , و سيأتينا إن شاء الله تعالى و احفظوا معنا: هل ينبغي أو يجب على الأنسان أن يبدأ بالفقه أو يبدأ بالأصول "أصول الفقه" ؟ قولان لأهلِ العلم في ذلك إن شاء الله في حينه نذكرهُ و نُبيّن الطّريقة التي يَمشِي عليها النّاس منذُ القِدَم و أن نُبيّن التّوفيق بين هذه الطّريقة و بين أقوال العلماء في مسألة ما ينبغِي في هذا الباب و هو "التعلّق" و أنّهُ لا مُنافاة بين هذا و هذا . نعم .
أمّا الواضِع لهذا الفن و فضلهُ إيش؟ و نسبَةٌ و فضلهُ و الواضع , فالواضعُ لهُ كعلمٍ مُستقِل مجموع أوّل مَن جمعهُ هو الإمام المجدّد محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله تعالى , ذلكم العالم البحر في الحديث و التّفسير و اللّغةِ و الفقهِ , هو الذي جمعَ أوّلض مَا جمضع موضوعات هذا الفن في أوّل كتابٍ ظهرَ على الدّنيا المُسمّى و المعروف بالرّسالة حيث كتبها و أرسلها إلى عبدالرحمن بن مهدي و نظرَ فيها و راجعها ما يُقارب خمسين مرّة و هو الشّافعي , فلا يَحمِلنّك كَتبُكَ لشيئٍ اليوم على عدمِ مراجعتهِ غدا , فإنّ الانسان مهما وَفُرَ علمهُ لا يزال يحتاج الى أن يستدرك على نفسهِ و لا يزال يحتاج الى التّصحيح و التّعديل كلّ يوم , أبَى الله أن يَتِمّ إلاّ كتابهُ سبحانه و تعالى و أمّا ما يكتبُهُ البشر فكلّما نظرَ الإنسان كلّما عدّل و بدّل و زادَ و نقص و هذا يدُل على ما؟ يدُل على كمال العقل و وُفورِهِ و رجاحتهِ , غذ الانسان يتعهّد تأليفهُ كما يتعهّد إبنهُ في تربيتِهِ , فالشّاهد الإمام الشّافعي هو أوّل مَن أفرَدَ هذا العلم بتصنيفٍ مستقِل في كتاب الرّسالة , اما اسم هذا العلم فكما علمنا اسمه علم اصول الفقه .
و امّا استمدادهُ , فاستمدادُ هذا العلم , يعني مِن أينَ يكون إستمدادُنا لهذا العلم الذي جئنَا بهِ كعلمٍ مُستَقِل , مّما يُستَمَد؟ ذكَرَ أهل العلم انه يُستمد من ثلاثة أشياء , الأوّل علم التّوحيد "علمُ أصول الدّين" بعضُهم يقول "علمُ أصول الدّين" هكذا , و هذا فيهِ رَد على مَن قال من المتكلّمين الكاتبين في أصولِ الفقه المؤلّفين غنّهُ يُستمدّ مِن علمِ الكلام لأنّ علمُ أصول الدّين عندهم هو علم الكلام , عندهم علم أصول الدّين هو علم الكلام فأطلقوا أنّ هذا العلم علمُ أصول الفقه يُستمد مِن اين؟ من علم الكلام !! هذا كلام باطل , و إنّما يُستمد من علمِ أصولِ الدّين , علم العقيدة , علم التّوحيد , و ذلك لتوقّف الأحكام الشّرعية على معرفة الله تعالى و صدقِ الرسول صلى الله عليه و سلم لتوقّف معرفة الأحكام الشّرعية على معرفة الله تعالى , و معرفة صدقِ هذا الرّسول صلى الله عليه و سلم لأنّهُ هو المبلّغ عن ربّهِ تبارك و تعالى لهذا الشّرعِ إلينا , فيُستَمد هذا العلم أوّل ما يُستمَد من ذلك , ثم يُستمد منَ الأحكام الشّرعية فلابد للأصولي أن يكونَ عالِمًا بالاحكام الشّرعية الفقهية , و قالَ بعضهم "و لو بجملة صالحة" , زادَ هذه العبارة يعني ما نشترط فيه التبحّر في كلّ المسائل لكن لضو في جملةٍ صالحة مِن أبواب الفقه , يعني و إن ذهب عليه من هذا الباب بعض المسائل , المُراد انّهُ يكونُ عالمًا بالأحكام الشرعية في الفقه و ذلك ليتمكّن من ضربِ الأمثلة و الصوّر التي توضّح المسائل , يتمكّن من ضرب الأمثلة و الصوّر التي توضّح هذه المسائل , مسائل إيش؟ الأصولية , إذا لم يكن عندهُ علمٌ بالفقه كيف يضرب الأمثلة , كيف يُطبّق هذه المسائل الأصولية على هذه القضايا الفقهية , اليس كذلك؟ فلابد أن يكونَ عارفًا بالأحكام الشّرعيَة الفقهية حتّى يتمكّن من ذلك , كم هذهِ الآن؟ كم نقطة؟
أحد الطلبة: .........
الشيخ: مِنَ العشرة , كم؟ عشرة؟
أحد الطلبة: ............
الشيخ: ثمانيَة , ثمانية , التّاسع , النّقاط العشرة انا قلت , النّقاط العشرة كم هذه؟ ثمانية , طيّب التّاسِع: حُكمهُ , حُكم هذا العلم , تعلّم هذا العلم , نصّ العلماء على أنّهُ فرضُ كفايَة , فرض كفاية , و فرضُ الكفاية سيأتينا أيضا تعريفهُ إن شاء الله تعالى في الأحكام التّكليفية , و شيخ الإسلام رحمه الله تعالى و طائفة من أهل العلم قالوا هو فرضُ عين في حقّ مَن أرادَ الإجتهاد و كلاَ القولين صحيح لا تعارضَ بينهما , فإذا قامَ بهِ طائفة كَفَى , لا يَلزَم أنّ الناس جميعا يكونوا مجتهدين , فالإجتهاد تقومُ به طائفة من أهل العلم , هُم الذين يستنبطون , ينظرون في التّنزيل و يعرفون التّأويل و يُبيّنوا للنّاس الاحكام , ليس على كلّ أحد أن يقوم بهذا , لكن مَن أرادَ أن يصِل الى هذه المنزلة الى هذه المرتبة مرتبة إيش؟ مرتبة الإجتهاد و الإستنباط , فنقول: فرضُ عين عليه , لابدّ أن يعرف الأصول لأنّهُ بدونهِ لا يُمكِنُ لهُ الوُصول , فكِلاَ القولين حق , فهو فرض كفاية بحقّ عموم المسلمين , فرضُ عينٍ في حقّ المجتهدين , إذ لا يحقّ للمجتهِد أن يَجتهِد و هو لا يعرف هذ القواعد الأصولية , أصول الفقه لا يُمكن أن يتكلّم الإنسان بالفقه و يجتهد في الأحكام و يبني هذه الاحكام إلاّ و أن تكونَ عندهُ مَلَكَة أصولية يَعرِف تنزِيل الأحكام بسببها , نَعَم و ينظُر في الحوادث المُستجدّة بسبب معرفته لهذه الأصول التي استصحبهَا معه , و يُنزّلُها في منازلها , و أيضا يُنوّعُ كلامَ الله تباركَ و تعالى و كلامَ رسوله صلى الله عليه و سلم و يُنزّل كلّ كلامٍ على نوعهِ المناسب له في هذه القواعد التي طبّقها هؤلاء أو اوجدهَا هؤلاء العلماء رحمهم الله تعالى , و لهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في المُسوّدة: مَن أراَدَ الفتوى و الإجتهاد فإنّهُ فرضٌ عليه أن يكونَ عالمًا بأصولِ الفقه , نعم؟ .
أحد الطلبة: ............
الشيخ: ما ذكرناهُ؟ نعم , هذا .... , الثّالث اللذغة العربية , في مسألة إستمداد , إستمداد علم أصول الفقه مِن أينَ يكون؟ ذكرنا "علم أصول الدّين" الذي هو علم العقيدة علم التّوحيد , الثّاني الأحكام الشّرعية , الثّالث (أنا ظننت أنّنا ذكرناها) "اللغة العربية" اللغة العربية سيأتينا مباحث في اللغة العربية في الكلام و أقسامه , نعم فلابدّ أن يكونَ عالمًا باللغة العربية , نعم هذا هو الثّالث من الموارد التي يُستمد منها علمُ أصول الفقه: "علم أصول الدّين" و هو الإعتقاد التّوحيد ثم الأحكام الشّرعية ثم اللغة العربية , نعم .
أمّا العاشِر: فهو مسائل هذا العلم التِي يجولُ فيها و يُبحثُ فيها في هذا الفن , فمسائلهُ المُرادُ بها مباحثُهُ التي يلتزمها المجتهد , سواء سمّيَت أبواب كما عند بعضهم أو سمّيَت فصول كما عندَ بعضهم , يُعَنوِنُ عليها بعضهم "باب كذا" و بعضهم يُعنوِن "فصل.. فصل..فصل.." و يمشي , فسمّيت أبواب , سمّيَت مباحث , سمّيت أصول , كلّ ذلك الأمر فيهِ سهل , فالمُراد بهذه المسائل المباحث التي يلتزمُها الأصولي المجتهِد و يستفيد منها و يستنبط الأحكام على ضوئها , يستنبط الاحكام على ضوئها , هذه مسائل أصول الفقه هيَ التي يُستَنبَط الأحكام , نعم يعني في الادلّة التي يُستدَل بها: هذا ما دليل و هذا ما دليلهُ إلى آخره , فالشّاهد هذهِ هيَ الامور العشرة و بعضهم يزيدُ حادي عشر و هو "شرف" هذا الفن الذي يُريد أن يتكلّم فيه , و أنا في نظري هذا الشّرف داخلٌ تحت الفضل , في نظري , بعضهم يزيد حادي عشر فيقول إيش؟ "شرف هذا الفن" يعني الفن الذي يُريد أن يتكلّم عنه و في نظري الشّرف داخلٌ في الفَضل , و الله أعلم .
و لعلّنا نقف عند هذا , و ما دامَ الإقتراح قَد تمّ على العَصر فلا يفوت إخوانَنا ان شاء الله تعالى الإبتداء معنا في الدّرس بعدَ العصر في الفترة الأولى و نسأل الله جلّ و علا أن يُعينَنَا و إيّاكُم جميعا على طاعته .
أحد الطلبة: .....
الشيخ: لا الشّيخ صالح ما كُلِّم , فنبدأ منَ الغد ان شاء , الشيخ صالح اليوم ما كُلِّم و الآن مرتاح , يَصعُب علينا , و حتّى أيضا لا تنسوا يعلَم إخواننا فيبلُغُهُم اليوم في المساء , و غدا بحول الله و قوّته الأحد نبدا معكم بإذن الله تعالى , و هذا المَبحث "الفن" و الله فنٌ لذيذ و جميل و لطيف لكن إذا قرأتهُ على طريقةِ أهل السنّة , فحينئد تعرِف مقدار حاجتُنا نحن اليوم الى معرفة هذا الفن الذي قلّ مَن يُدَرّسُهُ , نعم قلَّ مَن يُدرِّسُهُ , و يعني قَد كَان هذا الأمر في فترةٍ سابقة في هذه البلاد في بلادنا هذه خاصّة , ما هو "الدّمام" ههه لكن المملكة العربية السعودية حفظها الله و جميع بلدان المسلمين مِن كلّ سوءٍ و مكروه , كانَ هذا العلم قبلَ ما يُقارب خمسينَ عامًا أو سبعينَ عامًا غريبًا , كانَ الإهتمام بالفقه "غريب جدا" حتّى جاءَ يعني الشّيخ محمّد بن ابراهيم رحمهُ الله تعالى و أسّسَ هذه النّهضة العلمية التي لا نَزال نتفيّأ ظلالَها في هذا العصر الحاضر , أسّس هذه النّهضة العلمية رحمه الله تعالى تأسيسًا نظامِيًا فأنشأ المعاهد العلمية ثم الكلّيات الشّرعية و كانَ ممّا وضعهُ إدخَالُ فنّ أصولِ الفقه على الطّلبَة , رحمةُ الله عليه , و هيّأ اللهُ أيضًا عالِمًا نحريرًا يعني قبل ستّين 60 سنة تقريبا في هذه الحدود , هيّأ الله لهُ فأعانهُ في هذا الباب ربذنا جلّ و علاَ بمجيئ الشّيخ العلاّمة الشّنقيطي رحمه -الله تعالى- "محمّد الأمين الشّنقيطي" , فكانَ يُدرّس هذا الفَن و كما ذكروا كان هذا الفَن غريب على الطّلبَة و صعبًا و شاقًا عليهم , فبدأ فيهِ في "دُقنَة" "حي دُكنة" لعلّ بعضكم لا يعرفه؟ بالرياض كانَ قديمًا من الطّين و لكنذه أخرجَ أساطين , رحمة الله تعالى على مَن ماتَ منهم و ختمَ بالصّالحِ لمَن بَقِي , فالشّاهِد أنتَ اليَوم الآن تراه في الكلّيات يُدرَس نُتَف و نُبَذ و فيما بينَ عمومِ الطّلاب تدريسُهُ قليل و إن وُجِد إن لَم يضكُن ناذِرًا , و ذلكَ لتهيّب المتكلِّم مِن أن يخوض في هذا , و لا شك أنّ مَن خافَ نَجَى , و لكن عليه أن يستعِينَ بالله سبحانه و تعالى ثمّ يستعين بعدَ ذلك بِمَن لهُ خبرَة و معرِفَة مِن أشياخِهِ الذِينَ عايَشَهُم فأخَذَ عليهم فيقرأ في تصانيفِهم الموثوقة و لله الحمد و ما دلّوهُ عليهِ مِنَ التصانِيف الموثوقَة كما ذكَرتُ لكُم بعضًا منها , و الإنسان إذا دُل علَى ما يَثِق بهِ مِمّن يضثِق , على ما يُوثَق بهِ ممّن يَثِق بهِ أخذَ باطمئنان , فالآن و لله الحمد نحن بحاجَة إلى زيّادةِ الوعي لهذا العِلم , فإنّا في هذا الوقت نرى ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله الإقبال الكثير على دراسة اصول الحديث الذي هو علوم الحديث "المصطلح" كثير , و لكن مع هذا نجد في ما يُقابلُهُ ما يتعلّق بالتّدريس لأصول الفقه يعني فيهِ قلّة , فأنا و إن لَم أكُن متخصّصًا في أصولِ الفقه لكن أُدلِي بدَلوِي مع ضعفي فنسأل الله سبحانه و تعالى أن يُعيننا و إيّاكم جميعا على ذلك و نسألهُ سبحانه و تعالى يُسدّدَنَا في الأقوالِ و الأفعال و اللهم صلّي على محمد .
من يومِ غدٍ إن شاء الله و يُذكّر الشّيخ صَالح ان شاء الله تعالى بأن يَذكُرَ هذا في الدّرس و يُعلنَهُ لإخواننا مِن يومِ غدٍ حتّة لا يفوت عليهم , نعم .
و هذا يقول : سائلة , هذا سؤال قبل أن ننتهي , سائلة من فرنسا تقُول إمرأة أجهَضَت جنينًا بعد شهرين مِن الحمل و تسأل ما عليها لتُكفّر عن هذا الذّنب , أقول: الحمد لله , أوّلا الإجهاض للحملِ لا يجوز , لأنّ هذه النفس المنفوسَة نحن مُطالبون بحمايتها , و نحن مطالبون بتكثير النّسل , قال النّبي صلى الله عليه و سلم *تناكحوا تناسلوا فإنّي مُكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة* و أنتم ترونَ معشرَ الإخوة و الأبناء إستحرار القَتل في المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها و في بلدانِ المسلمين , و تَرَون في البلاد العربية , بعض البلاد العربية يعني ليست بعيدةً كيف استحرّ القتل فيها , فنحن مُطالبون بأن نكثِّرَ المسلمين لا أن نقلِّلَهُم , فَلو فُرِضَ أنّهُ وُجدت ضرورة شرعية "ضرورة شرعية" و هذه الكلمات محسوبة , إذا وُجدت ضرورة شرعيَة عندَ المرأة دعتها إلى الإسقاط فلا بأس مِنَ الإسقاط قبل أن تُنفَخ فيهِ الرّوح , فلو قيلَ إنّ هذه المرأة لو حمِلَت الآن ستموت و ذلكَ لضعفِ الرّحم عندها بعد عدّة عمليات قيصرية , فلو حملت الآن قبلَ مُضِي مثلا أربع سنوات او نحو ذلك ربّما ادّى ذلك الى وفاتها "بحسبِ غلبَةِ الظن" , فنقول إن كانَ المُخبِرُ بذلك ثقَةً عدلاً موثوق , الطّبيب هذا موثوق عندنا فنقول لابأس لهذه المرأة إن حصَل عندها شيئ من الحمل أن تُسقِط في الشّهر الأوّل أو في الشّهر الثاني ما دام لَم يُنفضخ فيهِ الرّوح , فإنّ النّبي صلى الله عليه و سلم كما في حديث ابن مسعود حدّثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو الصّادق المصدوق أنّ ابن آدَم يُجمع في بطن امّهِ كم؟ أربعين و أربعين و أربعين , أليسَ كذلك؟ طيّب , أربعين و أربعين و أربعين هذه كم؟ مائة و عشرين 120 يوما , أليس كذلك؟ كم تكون مِنَ الأشهر؟ 04 أربعة أشهر فالتّخليق قبل الأربعة و النّفخ بعد الأربعة , إذا تمّت أربعة أشهُر نُفِخَ فيه فصارَ حينئد جنينًا فلا يجوز إسقاطُهُ , فإذا كانَ قبلَ أن تُنفَخَ الرّوح في الشّهر الأوّل في الثّاني فلا بأس إذا دعتِ الضّرورة و قامت هناك هذه الحاجة الشّرعية الماسّة فإنّ الله جلّ و علا *و قد فصّل لكم ما حرّم عليكم إلاّ ما أضطررتُم إليه* و هذه قاعدة عامة في الإضطرار .
و صلّى الله و سلّم و بارك على عبده و رسوله نبيّنا محمد , و نحن خلّصنَا .
أحد الطلبة: .............
الشيخ: لا يَجوزٌ لها الإسقاط حتّى و لو لَم يكُن جنينًا .
أحد الطلبة: .............
الشيخ: ما دام ذكرتهُ في هذينِ الشّهرين لا شيئ عليها .
تفريغ:
أبو عبدالله العربي
أبو عبدالله العربي
0 التعليقات :