الجمعة، 15 ديسمبر 2017




قال الشّيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي حفظه -الله تعالى- : "إِنَّ ثَمَّة شيءٌ أحبُّ التنبيه عليه ، أَلَا و هو ما يَتَعَلَّق بالكتابات في المواقع الإلكترونية في الإنترنت، أُحب أن أقول لأبنائي و إخواني و أحِبَّتي في كلِّ مكان مِمَّن يسمع هذا الكلام و يَصِل إليه، أقول :

أولًا: على النَّاظر في هذه المواقع أن يَتَرَيَّث حتَّى يثبتَ عنده يقينًا أنَّ هذا الكلام لفلان، إمَّا أن يكون بخَطِّه ونَزَلَ مُصوَّرًا عن طريق اللاقط – بالسكنر كما يقولون – فيكون بخطِّ يَدِهِ، و هذا أعلى درجات التَّوثيق، أو تكون هذه المادَّة التي نزلت مُفرَّغة من شيءٍ مسموع، فتسمعه وتتيقَّن منه , أنَّ هذا الكلام لفلان، فتسمعه و تُقارن بينه و بين ما نُقِل مُفرَّغًا مطبوعًا، لأنَّه قد يعتري التفريغ شيءٌ من الحذف، فينبغي للإنسان إذا رَأَى شيئًا من ذلك ألَّا يَتَعَجَّل، و يطلب التَّثَبُّتَ و البراءةَ لدينه في هذا الباب، فيُقارن هذا المطبوع المُفَرَّغ بالمادة المسموعة، فيتأكَّد، فإذا تأكَّد فحينئذٍ باب آخر" .

قلتُ (أنا : أبو عبدالله العربي) : جزى الله الشّيخ خيرا على هذه الفائدة التي لم أكتسبها إلاّ بعدَ عناء و تجربَة طويلة في كتابة التفريغات وَ مِمّا أنصح به أيضًا كل طالب علم أنّهُ عندَ قراءة أي تفريغ يَجب أن يَكون الطّالب يَقرأ و َ يَستَمع في نفس الوقت إلى الشّرح الصوتي بَل وَ يُتابعِ الشّارح بِالقِراءة دون سَبقٍ ولاَ تأخير , هكذا سيتفيد ما يلي:

1 - إصلاح كلامهِ منَ اللّحن بمتابعته في القراءة للشيخ . 
2 - أن يقرأ التّفريغ و في نفس الوقت يسمع المادّة فيُقارِن وَ يصحّح الأخطاء , و هكذا يَذّخِر منَ الوقت الكثير .
3 - يسهُلُ عليه الفهم لأنّ المعلومات ستدخل مع حاسّة القراءة و  حاسّة السّمع , و هذا لا يوجد إلاّ في التّفريغات . 

و الأفضل أن يكون سماع المحاضرات عن طريق "سمّاعات الأذن"(1) , و قراءة التفريغات على الحواسيب المحمولة أو السّطحية التي تكون شاشتها مناسبة في الحجم و ليس تلك الأجهزة اللّوحية الصّغيرة الحجم(2) , و مَن وَجَد سرعة في كلام الشارح أنصحهُ باستخدام برنامج VLC  فإنّ به خاصية لإبطاءِ سرعة الكلام حسب الرّغبَة المناسبة مع المحافظة على جودة الصّوت .

و أيضَا ممّا أوصي بهِ إخوتي أن يُساهموا في تفريغ شروح أهل العلم , لأنّهُ لابُد أن تكون لطالب العلم طُرُق عديدة لتحصيل العلم و إلاّ فإنّ النّفس تَمَل فَيَقلُّ نَفعهُ حين ذاك , لذلك فليكن مرّة بين قراءة الكتب و مرّة في قراءة التّفريغات و سماعها , و مرّة في تفريغ الشّروح الصوتية , و مرّة في حفظ المُتون و المنظومات و هكذا , و نسأل الله -عز و جل- أن يرزقنا الإخلاص لهُ في القول و العمل .



و كتبه أخوكم: 
أبو عبدالله العربي

ـــــــــــــــــ
(1) - مِن خلال سمّاعات الأذُن يعيش المستمع و كأنّه وسط مجلس الشّيخ هذه واحدة , و الثّانيَة أنّه لا يُزعج مَن حولهُ مِنَ النّاس ممّن لا يُتابعون . 
(2) - الحواسيب اللّوحية مفيدة في قراءة الكتُب PDF باستخدام مكتبة moon+ reader .
الموضوع السابق
الموضوع التالى

0 التعليقات :